دراسه أدبية لديوان (سمراء) للشاعر : عبدالحميد محمد عبدالحميد
بقلم : ســــــــــامى النــــــــــجار
موهبه شعريه رحلت عنا ولكنها موجوده معنا باشعارها
الكتابة الشعرية فى هذا الزمن صعبة وتحتاج الى قدرات خاصة لاتتوافر لدى الكثير من الشباب من الذين يكتبون الشعر وأن القصيدة تكون عبارة عن لقطة سينمائية وأن من يكتب الشعر لابد وأن يكون لدية مخزون فى ذاكرتة ويكون ذا احساس وشعور بمايدور من حولة وان يكون قلبه محب وان يكون متمكنا من أدواته الفنية وقادر على الوصول بأشعاره إلى قلوب الناس وهذا لمسته فى أشعار عبد الحميد محمد عبد الحميد الذى لم آراه ولكن عندما بدأت فى قراءة أشعاره أحسست أنى على علاقة به منذ سنين لمست فيه شاعرا متميزا ولكن القدر لم يمهله الفرصة لتخرج أشعاره إلى النور ومن هنا نستعرض ديوانه الوحيد الذى تركه بعد رحيله والذى حصلت من شقيقته هناء محمد عبد الحميد لأقدمه لإحدى دور النشر وأول قصائده ( سأقول دوما ) أجد أنه كان محب للحياة فيقول فى بداية القصيدة ساقول دوما أن أملى أن لا نفترق – سأقول دوما أن قلبى دون قلبك يحترق إلى نهاية القصيدة كما يحتوى الديوان على أكثر من 17 قصيدة معظمها ينتمى إلى الرومانسية التى نفتقدها الآن وأن معظم القصائد مختلفة فى التناول ومتنوعة وهذا يحسب للشاعر عبدالحميد محمد عبدالحميد . حيث أنه يرصد لنا عن مدى العلاقة بين الحبيب والحبيبة مثلما قال :
( حبيبتى قد كنت أبحث فى عيون الناس عن حلو الكلام – قد كنت أسأل فى مواويل الهوى أين الغرام )
وقد وصف الشاعر القلب بأنة ينشطر إلى مدن حيث كان دقيقا فى إختياره للجمل الجميلة وذات اسلوب مجازى أما قصيدة سمراء التى ستكون عنوان الديوان كان هناك تشبيهات بلاغية كثيرة مثل أنفاسك تسبح فى دمى – فتصيرعطورا فى نفسى ... نجد أن الشاعر كان موفقا فى إختياره وقد ابحر بنا الى الاطلال مثل الكلمات التى إستخدمها فى قصيدة (سمراء) كلمة معبد – أنقاض وغيرها من الكلمات فى القصائد الاخرى
ولكن يعيب على الشاعر أن هناك بعض القصائد كان من الممكن أن تكون ذات معنى لو وفق فى اختيار مايناسبها وابتعد عن السجع الكثير الذى أتى به لتكملة القوافى والتى اثرت على المعنى الحقيقى للقصيدة
أما قصيدة (ضيق فى صدرى) والذى بدئها بهذة الكلمات المعبرة والتى وصف فيها هذا الضيق بأنه جبل يقتل كل شئ جميل عندما قال ( جبلى ياقدرى والصرخ فيك مكبوت ) وعندما وصف الفراق بأنه مثل الانسان الجاحد كل هذة الكلمات تضعنا امام موهبة شعرية اصيلة ولكن لم يمهله القدر وكأن شاعرنا كان يشعر بأن حياتة قد قربت على الانتهاء لذلك كانت معظم قصائده معبرة عن الموت (سوداء) وهذا ماشعرت بة وانا أقرأ قصائدة (تكتب على الورق احزان – تكتب بلون الدم على الشريان – أبكى على حبى ولا على عمرى ولا عليك يافراق )
إن عبدالحميد كان شاعرا من طراز فريد وأنه يملك موهبة شعريه ذات طابع خاص وذلك نراها فى ( تتساقط الايام وتنطوى احلامى ... إلى نهاية القصيدة) وعندما حمل الشباب الامانة فى بداية إحدى قصائده ويسير بنا الشاعر عبر قصائد ديوانه فهو يتحدث عن الخيانة والحب وعن جبال الثلج وقد صاغ الشاعر أبياتا جميلة ... وفى النهاية نجد أن الديوان شامل لكل المفاهيم الرومانسية التى تشكل وجدان الانسان بكل ماهو جميل ورائع وهذا هو دور الشاعر صاحب الرسالة
(( رحم الله عبدالحميد محمد عبدالحميد )) الذى لو عاش إلى الان لكان لة وضع خاص فى الوسط الادبى
وأشكر الكاتبة (هناء ) التى اعطتنى ديوانة لأقرأه
والله ولى التوفيق
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)