سامية والذئب
قضت سامية يوما جميلا
مع جدتها وأقاربها بقرية الإبراهيمية 0 0لعبت مع أصدقائها لعبة
( الأرض العطشانة ) رسمت صورة للبقرة و أخرى للحمار وصورة كبيرة لشجرة الصفصاف 00
التى يستظل بظلها القادم إلى القرية والمسافر إلى أى مكان بالدنيا 0
استمتعت بحكايات الجدة
00 عرفت أن الذئاب تخشى الإضاءة و النيران انشغلت باللعب والحكايات ونسيت موعد
عودتها إلى المدينة 00 عقارب الساعة تقترب من الثامنة مساء 00 دقت الساعة ثمانى
دقات متلاحقة فزعت 0
نهضت مسرعة 0 تأخرت
ولابد أن أعود الآن 0
إرتدت حذائها الذى يضيء فى الليل 00 وملابسها التى قد
أتت بها من المدينة خافت عليها جدتها من
الذهاب إلى محطة الأتوبيس بمفردها 00 طلبت منها الانتظار حتى يأتى عمها نسيم ويوصلها 00 الطريق إلى المحطة طويل ومظلم فى
هذا الوقت 00 وحقول الذرة على جانبيه مخيفة 00 بسرعة مالت سامية إلى جدتها وقبلت
يدها 00 غير مهتمة بما قالت الجدة 00 إنطلقت فى طريقها إلى المحطة 00 الطريق
بالفعل مخيف 00 وحذائها للأسف لم يعد يضيء 00 أخذت تقرأ آيات من القرآن الكريم 00 سمعت صوت ذئب يعوى
داخل الذرة 00 خافت 00 تسمرت فى مكانها 00 نظرت خلفها 00 كانت قد قطعت أكثر من نصف
الطريق 00 فكرت فى الصراخ 00 لكنها خشيت أن تكشف عن مكانها للذئب 00 راحت تمشى على
أطراف أصابعها تذكرت حكايات الجدة عن الذئاب 00 خاصة حكاية الجدة عن الجد الذى كان
كلما ذهب إلى الحقل فى الليل 00 كان يشعل النار فى أعشاب الأشجار 00 كى تخاف
الذئاب وتبتعد 00 عاد الذئب يعوى من جديد بقوة 00 وكأنه قد أقترب منها 00 أسرعت فى
السير 00 أحست به يسير خلفها 0 وأنه سينقض
عليها فى أى لحظة نزعت حذائها
بسرعة و راحت تعبث بمصابيحه الصغيرة 00 أضاءت واحدة 00 ثم واحدة أخرى 00 بدت إضاءة
الحذاء مضطربة كقلبها تماما 00 نظرت خلفها 00 لم تجد الذئب 00 ولم تعد تسمع صوته
وهو يعوى نظرت أمامها كان نور الأتوبيس
القادم لتوه قد ملىء المكان نظرت حولها
فرحت بالنور 00 لتكتشف أن الذى يسير خلفها 00 هو عمها نسيم 00 وقد بدا خائفا هو
الآخر 00 أعترف لها بذلك 00 فضحكت وضحك 00 ثم ذهب معها إلى
المدينة
تمت