1 - لحظة مخاض
بقلم الكاتبة / حياة نخلى
جلست كعادتها تنحث الألم ,تنجب آلاف الكلمات بعض مخاض عسير, ربما الحبر يغسل المعاناة , تئن من وطأة الشجن, تحاول الاٍنسلاخ من شبح فات مازال يراودها كصخرة صماء في جوف مظلم , تتوارى خلف تنهدات عقيمة تسخر من واقع مرير ,كم كانت تحن اٍلى الشمس في جوف النهار, سرعان ما تبتعد خوفامن الاٍحتراق بلهيبها ,لتغرب معها الأحلام ,تنظر اٍلى مرآتها الظامئة تحاول أن تزيل عنها الغبار لترى قسمات وجهها وحسنها الفتان الذي قضمته الأيام... قبل الأوان ,كم تود تقبيل شعاع الحياة من جديد, لترسم الشمس وتعانق ذلك الشعاع الخافت الذي يتربص بها من بعيد.لكن .سرعان ما ينفلت من بين أناملها كجرعة ماء في أرض جدباء ..ليغدومجرد حلم يصاحبها,يطاردها ويستهزئ منها.لتبدأ المعاناة من جديد...ويتجددالمخاض..
كلمات ترقص حزنا على الورق,تفرش العبرات العنيدة, لتنزلق الحروف راثية عقم اللحظات ,لتفجر البركان العميق الذي مازال راكنا يسبح في حمم حبيسة الزمان ,,ما زالت تمسك بقلم أصم ينزف من شرارة الصدمات فتعيره منديلها ليجفف الدمعات الثائرة ,لتذوب العبارات بين السطور تعانق البياض أملا في الجليد وشوقا اٍلى المطر ..
سكون غريب كم تحن اٍلى الصخب لتسكت أنات ساعتها المزعجة ......قاتلة هي وحدتها , ساحقة هي غربتها في زمن غريب ودنيا كسيحة....
2- لحظة ذبول
حكت لي جدتي عن بستان الزهور وعن تلك الوردة الجميلة , التي كانت تعيش بسلام , تتباهى حسنا وجمالا , قطفت من حقلها الجميل وزرعت في أرض الأدغال , لتشرب الأوحال في عهد, الغدرشد فيه الرحال و تأبط الزمن رداء الجبروت , زهرة جرفها التيار , وابتلعتها البحار , كم داعبها الربيع بنسيماته الهادئة, وترقص على نغمات البلابل
واٍذا بها لحن.. أخرسته الأيام وسحقته الألغام ..خريف ثار هناك كسر الغصن المائل وزرع بدله الشوك الدامي , خريف مارق شرد الأوراق بعيدا وترك الزهرة عارية , والصقيع يعبث بأطرافها .........أين الدفئ؟؟؟ تركت فساتينها هناك معلقة على الشجرة , تحن اٍلى طريق الرجوع , تحن اٍلى فصل الربيع واٍلى الأقحوان , لتطرد الصخر
وتخرس الرعد , وتستلقي على حبات الثرى ترسم هناك شمسها الحبيبة , شمس الطفولة, شمس الضيعة, وتبني قرب الطيور أعشاشها , لتتنفس الحياة من جديد على مهد النجاة......اختنق صوت جدتي بكاءا,اٍنها تحكي عن زهرة تحبها , زهرة البنفسج التي طالما وضعتها في حضنها , قاطعتها قائلة: ولماذا لاتعود اٍلى بستانها الجميل؟
أجابت جدتي وفي يدها صورة قديمةتتأملها والدموع تترقرق على خديها :لابد وأنها ستعود يوما , سيعود أريجها , لتزفها الحمامة البيضاء , سأضعها في مهدها ,في الجنة الخضراء , لتنعم برائحة التراب , وأسقيها كل يوم لتنمو وتصل أعنان السماء لتعانق الأمل البعيد , وترسم الشمس من جديد قرب قوس قزح ...لتحييها الأمطار النقية
لتعانق الأمل البعيد........يتبع
صديقتى العزيزة الكاتبة حياة نخلى
ردحذفدمتى دائما مبدعا وكلماتك اضاءت عالمى الصغير
تحياتى لك
شكرا لك صديقي الكاتب والمخرج المتألق سامي النجار وأعتز جدا بنشر كتاباتي في مدونتك الرائعة .ألف تحية
ردحذف