دراسه لرواية لوكيميا الحب للكاتبة هناء محمد عبدالحميد
بقلم سامى النجار
بعد قرائتى لإحدى روايات الكاتبة الموهوبة هناء محمد عبدالحميد (إمرأة موسمية ) أسعدنى الحظ مرة أخرى بقراءة إحدى روايتها وهى لوكيميا الحب وقد أعجبت من اسم هذة الروايه فى بادئ الأمر لإختيارها لهذا الاسم الغريب وبعد أن قرأت الرواية أدركت سر اختيارها ومبادرتها الجميلة فى إهداء أول مولود لها إلى روح الراحل الأديب الكبير يوسف السباعى وهى لمسة وفاء من الكاتبة لهذا الروائى العظيم الذى تتلمذ على يده الكثير من عشاق الأدب الأصيل الذى نفتقده الآن
نرجع إلى هناء عبدالحميد فقد أعجبنى أسلوبها الجميل وحسها المرهف وكلماتها البسيطة التى من السهل أن يفهمها القارئ ولم أشعرلحظة وأنا أقرأ روايتها لوكيميا الحب أنها أول ماكتبت بل أننى أمام أديبة متمرسة وذات أسلوب خاص وقد أعجبنى البداية التى بدأت بها روايتها وهو أهمية الوقت فى حياة الإنسان عندما شبهت الدقيقتان بأنهما حياتها وإحترامها للكتاب وتشبيهها له بأنه مثل الحبيب الذى لا تريد أحد أن يزعجها وهى بصحبتة
ثم تتحدى الكاتبة الدقيقتان وتراهن على الانتصار عليهما وقد اعجبنى تشبيهها بالطفلة العنيدة وعندما قالت (أمى من الصعب أن ندخر كل شئ وخاصة الأشياء الغيرملموسة ) إلى نهاية صفحة 10 و 11 من الرواية وهذا يدل على مدى قدرة الكاتبة للتعبير عما يدور من حولها واختيارها للجمل المعبرة عن الواقع الذى نعيشة وإذا نظرنا إلى الرواية نجد هناك أمثلة كثيرة مثل ( فهزتهم لرؤيتى وأنا حبيسة بذلك السرير الحديدى )
ويؤخذ على الكاتبة هذة الحالة من السواد التى تعيشها مع أمها وذلك فى نهاية صفحة 16 ( من السهل عليكى أيتها الأم أن تقومى بدور الأب إلى نهاية صفحة 17 ) ولقد شعرت بمدى القسوة والمرارة عندما كشفت حقيقة الأم وخاصة بعد وفاة الأب وأن حبها له لم يكن به أى إحساس ومشاعر وقد وفقت الكاتبة فى إظهار الصراع بين الحب الرومانسى الملئ بالمشاعر والحب الجسدى المسيطرة علية الشهوة وذلك عندما قالت ( تأملت وجهك فلم أعرفك إنها ليست تلك الملامح النبيلة التى أعرفها إلى نهاية صفحه 33 )
هناك جرأة من الكاتبة لم نتعود عليها فى القصص والروايات إلا القليل منها وقد وجدت ذلك فى نهاية صفحة 35 وذلك فى جملها الجريئة ( وقفت أمام المرآة بالقميص فقط لكى أتفحص نفسى لأثبت أنوثتى لنفسى ثم إرتميت على سريرى باكية ) إنها جرأة لم نتعود عليها من كاتبة فى بداية خطواتها الأدبية وهذا يحسب لها
وقد وفقت الكاتبة فى إختيار العبارات والألفاظ الملائمة لما تريد أن تعبر عنة وذلك عندما شبهت
( الأمبولات ) أنها زيارات مؤلمة وصراع الممرضات فى حشو الفم بالأقراص وملاعق الدواء المرة
أشعر وأنا أقرأ رواية لوكيميا الحب أن المؤلفة لديها رؤية جيدة لما يدور من حولها من مشاكل إجتماعية وأن لديها مخزون أدبى
وقد وفقت الكاتبة هناء محمد عبدالحميد عندما مزجت شريط الذكريات بقولها ( كانت الأحداث ممزوجه ببعضها فكنت أرى صادق وهو يتزوج لولا إلى نهاية صفحة 198 وقد أنهت الكاتبة روايتها لوكيميا الحب بالرجوع إلى الله وذلك عندما قالت كل شئ عاد إلى أصلة .. نظرت إلى السماء فوجدتنى قريبة إلى الله فشعر قلبى لأول مرة بالطمأنينة فما عدت أخشى شيئا وأنا قريبة منة
فى النهاية أقول أن هناء محمد عبدالحميد تسير بخطوات ثابتة نحو التألق فى عالم الأدب وأنها تعرف طريقها الصحيح فلديها أسلوب خاص ومميز وأنها رسمت لنفسها عالم أدبى لا يمكن أحد أن يخترقة
مع التمنيات لها بالتوفيق فى أعمالها القادمه.
سامى النجار
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق