هل تستولي إسرائيل على كامل كيلاني رائد أدب الطفل العربي! (1من2)
هل تستولي إسرائيل على كامل كيلاني؟!.. ولِمَ لا؟! ومن يكون كيلاني أمام فلسطين التي استولت عليها إسرائيل في غفلة من خلاف العالم العربي والإسلامي؟
قد نقول ذلك لكننا نعرف قدر مربي الأجيال ومعلم كتاب أدب الطفل ورائدهم الأول "كامل كيلاني". والسؤال المحير: لماذا تطمع إسرائيل في كامل كيلاني دون غيره؟
أعتقد أن ذلك سؤالا محيرا جدا، وإجابته بعد تفكير لن تكون صعبة؛ فإسرائيل تريد التاريخ والريادة بشتى السبل.. ألم تدعي أنها بنت الأهرامات، وأنها هي التي أسست الحضارة المصرية القديمة؟
لِمَ لا تستولي على كل الرموز العربية من علم وأدب وتاريخ وحضارة، وهي الكيان القادر على تزييف كل الحقائق والعبث بها وعلى صاحب النفس الطويل أن يثبت عكس ذلك!
ويعد كامل كيلاني رائد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي أول من تصدى للكتابة للطفل العربي في لحظة تاريخية لم تكن تلك النوعية من الأدب معروفة في تلك البقعة من العالم، حيث يؤكد مؤرخو الأدب أن "كامل كيلاني" هو "بابا" كل الأطفال العرب والمسلمين من إندونيسيا إلى مراكش ومن مصر إلى أفريقية.
وكان الدكتور طه حسين يرى أن التاريخ سوف ينصف أدب كامل كيلاني وسيعطيه جزاء المحسن المجد، وكان يقول عنه "نحن نرى في كتابات كامل كيلاني مالا نستطيع أن نراه الآن، وما لم يستطيع القدماء أن يروه، وسيراه أبناؤنا من بعدنا، وهو حكم التاريخ للمحسن وقضاؤه على المسيئ".
ويؤكد الشاعر خليل مطران أهمية أدب كامل كيلاني قائلا: لو لم يكن للأستاذ الكيلاني إلا أنه المبتكر في وضع "مكتبة الأطفال" بلسان الناطقين بالضاد لكفاه فخرا بها ما قدمه لرفع ذكره وما أحسن به إلى قومه وعصره.
ويرى الناقد الكبير الأستاذ أنو الجندي أن الاتجاه القصصي عند كامل كيلاني كان نتيجة طبيعية لطابع شخصيته ومعالم نفسه، ولو لم يكتب القصة للطفل لظل في عداد الأدباء ولم يقفز إلى صفوف الرواد.
كامل كيلاني ونشأته
قدمنا بهذه السطور لبعض الذين عاصروا كامل كيلاني، وكامل كيلاني أديب عربي مسلم ولد في 20أكتوبر 1897م بالقلعة بمدينة القاهرة، في منزل يطل على جبل المقطم؛ وقد نشأ في أسرة متوسطة، فكان أبوه مهندسا مشهورا.
تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في طفولته بالكُتاب، وحفظ أكثر من 20 ألف قصيدة لصفوة الشعراء العرب، وهو ما مكنه من التفوق في اللغة العربية، وكان يتردد على الجامع الأزهر لحضور دروس العلم، حتى حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الانجليزية عام 1925م.
قدم للأطفال ما يزيد على 250 كتابا على مدى 32 عاما منذ 1927 حتى رحيله في عام 1959م.
اشترك في العديد من الروابط الأدبية، وأسس ندوة أسبوعية كانت تقام مساء كل سبت، كان من روادها الشاعر أحمد شوقي، وخليل مطران، وأحمد زكي أبو شادي، والأمير على عبدالكريم، والأستاذ انور الجندي.
إسرائيل والكيلاني!
والغريب أن الكيان الصهيوني (إسرائيل) تقوم حاليا بإنشاء مركز ثقافي كبير في تل أبيب، يحمل اسم كامل كيلاني، وتدعي دولة الكيان الصهيوني أن كيلاني كان من اليهود المصريين الذين عاشوا في حي عابدين!!
ويرى أديب الأطفال الكبير يعقوب الشاروني أن ما تدعيه إسرائيل من الخطر بمكان، وأن على وزارة الثقافة المصرية بذل الجهد اللازم لحماية تراث رائد أدب الأطفال الراحل بإعادة طبع روائعه مثل "بنت الصباغ"، "في شوارع بغداد"، "غفلة بهلول"، "والسندباد البحري"، "قصص جحا"، "حي بن يقظان" وغيرها.
وقد بدأت الهيئة العامة لقصور الثقافة تأخذ خطوات جادة بالفعل فأقامت احتفالية كبرى بمناسبة مرور 50 عاما على رحيل كامل كيلاني، وأعدت كتابا وثائقيا عنه.
رشاد كامل كيلاني يبوح!
وبمناسبة تلك الاحتفالية كان لـ"لها أون لاين" حديث حول جهود الكيان الصهيوني (إسرائيل) في السطو على كامل كيلاني وأدبه مع نجله رشاد كامل كيلاني صاحب دار نشر ومطبعة كامل كيلاني الموجودة في حي باب اللوق بالقاهرة، والتي تعتبر بمثابة مركزا ثقافيا حرا لنشر أدب كامل كيلاني وتوزيعه في مصر والعالم العربي.
في البداية تحدث رشاد كامل كيلاني عن الاحتفالية التي أقامتها الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر، خصوصا بعد إدعاء الكيان الصهيوني (إسرائيل) أن كامل كيلاني كان يهوديا يعيش في حي عابدين، وأن أدبه هو جزء من التراث اليهيودي فقال: "أشكر الهيئة لهذا الاهتمام بكامل كيلاني لتعريف الأجيال الجديدة به، أما إدعاء إسرائيل بيهوديته فهو الزيف والتزوير في وضح النهار"، وأضاف: إسرائيل انتفعت بأدب كامل كيلاني وترجمت كتبه إلى العبرية قبل أن يولد الكيان الصهيوني، والآن أسست مركزا ثقافيا في تل أبيب يحمل اسمه، وكل هذا يدل على اهتمام إسرائيل بكل شيء ذي ريادة في العالم العربي وتحاول السطو عليه!
وقد بذلوا في جهودا كبيرة في محاولة السطو على كامل كيلاني وأدبه؛ فقد ترجم "شمعون لندن مان" كل كتب كامل كيلاني، وهو ما سهل أمر إنشاء مركز للماجستير والدكتوراه في أدبه، وهي بذلك تحاول أن تستقطب الباحثين فيه، وأن تكون النافذة الوحيدة له، وبالرغم من هذا فهناك جهود عربية لإنقاذ تراث كامل كيلاني، فيوجد في ليبيا مركز يعد من الأهمية بمكان فقد تمت من خلاله خمس رسالات دكتوراه عن كامل كيلاني، و10 رسالات ماجستير. لذا يجب التنبه لما تقوم به إسرائيل فالخوف أن يأتي اليوم الذي تعلن فيه أن كامل كيلاني ملكا لها!!
أما أهم مازرعه كامل كيلاني في أبنائه فيقول رشاد كيلاني: "والدي رحمه الله زرع فيّ عدة كلمات أعتبرها علامات مهمة في حياتي لا أحيد عنها، فكان يقول لي: الإخلاص ليس له ثواب إلا الجنة، وأكد على وجود موردين أساسيين يجب أن أضعهما أمامي وأن يكونا المرجع لي في كل شؤوني هما: القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة".
وكان يقول: "عليك أن تتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحيد عنها قيد أنملة، وأحاول أن التزم تعليماته في تقديم الثقافة الإسلامية من خلال مكتبته، إضافة لقصصه التي تحتوى على القيم والأخلاق الإسلامية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق