ابن كامل كيلاني رائد أدب الطفل العربي يدعو لإنقاذ تراث والده من إسرائيل (2من2)
في الحلقة السابقة تناولنا الاحتفاء المبالغ فيه من دولة الكيان الصهيوني بمؤسس أدب الطفل العربي "كامل كيلاني" وما تبذله من جهود بغرض السطو عليه، ونسبته إلى اليهودية وادعاءهم بأنه من اليهود المصريين!
ونشرنا رد رشاد الكيلاني ابن الرائد الراحل كامل كيلاني الذي أكد أن والده ـ رحمه الله ـ مسلم، , وأجداده مسلمون أيضا، وأنه حفظ القرآن الكريم في صغره، وظل يوصى أولاده بالتمسك بالكتاب والسنة لآخر يوم في حياته، وأنه ما يفعله اليهود هو مجرد افتراءات غير مفهومة أو مبررة!
وفي هذه الحلقة من الحوار نواصل الحديث مع رشاد كيلاني حول تراث والده، وتاثيره في المكتبة العربية، وضرورة التحرك لإنقاذ هذا التراث من إسرائيل:
دعى رشاد كيلاني إلى الاهتمام بكتب الأطفال، وخاصة في مكتبات المدارس التي تعد النبع الأساسي للأطفال في المراحل التعليمية المختلفة؛ فالمكتبة هي أساس التعلم في المدرسة، وهي حجر الزاوية تفيد الطالب والمعلم، وعلى وزارات الثقافة في العالم العربي أن تدعم تلك المكتبات وأن تمدها بإصدارات الرواد وبأحدث التقنيات التي تساعد القارئ أن يصل للكتاب الذي يريده بسهولة ويسر ودون معاناة.
* وماذا عن كتب كامل كيلاني التي دخلت ضمن المنهج المدرسي وما تأثيرها على الطلاب؟
ـ كامل كيلاني أقام سلما ثقافيا متدرجا، بداية من الحضانة، وحتى الثانوية العامة، بحيث تستطيع كل البرامج بداية من الحضانة إلى آخر المراحل أن تستعين بأعماله الأدبية الشعرية والقصصية الشيقة، والمبهرة بلغة عربية سهلة وبسيطة.. موحية تناسب كل مرحلة من مراحل التعليم، فقد كان يستخدم كل كلمة في مكانها الصحيح.
واعتمد على تقنية تكرار الكلمات في المراحل الأولى لكي يعلم تلك الكلمة من خلال التكرار، وهذه نظرية تعليمية في المراحل الأولى.. ثم يتدرج باللغة حتى يصل بها إلى أعلى المراحل التعليمية.
* وما أهم الكتب التي قدمها لطلاب المدراس وما تقنياته فيه؟
ـ والدي كامل كيلاني لخص اللغة العربية التي يحتاجها الشاب اليافع في ثلاثة كتب هي:"عجائب الدنيا الثلاث" وهو يقع في حوالي 230 صفحة ، و"حي بن يقظان" و"ابن جبير" و"علاء الدين" التي قُررت على الصف الخامس الابتدائي لمدة خمس سنوات، وطبع منها 9 مليون نسخة، تعلمت منها 9 مليون أسرة، وقد تحفظت الوزارة على بعض النقاط في القصص؛ فقمت بتعديلها، ولا أتوقع أن تعاود الوزارة طباعتها مرة أخرى.
وعن تقنياته في الكتابة، فقد علمني أن لكل حكاية عقدة، وعلمني كيف أضع يدي عليها، وقد عالجت بعض قصصه لتناسب العصر الحالي، مثل قصة "علاء الدين" لتظهر في أسلوب إسلامي معاصر يناسب أطفالنا في العالم العربي والعالم الإسلامي.
* الواضح في قصص كامل كيلاني أنها ثرية بالحبكة الدرامية، وفيها مساحات كبيرة من الخيال الذي يؤهلها لأن تقدم كمسرحيات للطفل.. هل تم تحويل شيء من أعماله كمسرحيات للطفل؟
ـ هناك بعض المسرحيات التي تم إعدادها من قصصه، لكن الكثير من قصصه تمت سرقتها! وعلى مستويات كبيرة دون الرجوع إلينا أو الإشارة إلى المصدر، وبعض الذين سرقوه من الأدباء المعروفين، والغريب أنهم نشروا أعمالهم التي سرقوها من كامل كيلاني في بعض دور النشر التي نشر فيها كامل كيلاني؛ لكنهم لا يخافون.
وأرى أن أعمال سارقيه سوف تموت وسوف تندثر أعمالهم، وسيبقى أدب كامل كيلاني، فقد تعلمت منه العمل دون كلام، وقد كان رحمه الله لا يرد على النقاد الذين هاجموه في حياته؛ بل كان يأخذ من نقدهم ما يفيده في تأدية رسالته، ولا يضيع وقته في الرد عليهم أو السجال معهم.
* يبدو أن أدب كامل كيلاني من كلاسكيات أدب الطفل في المجتمع المصري، فماذا عن حضور أدبه في المجتمع العربي؟
ـ أدب كامل كيلاني يعد من كلاسكيات أدب الطفل العربي عموما، وليس الطفل المصري وحده، فأدبه معروف لدى القراء في ليبيا وسورية والعراق ودول الخليج كلها تعرف كامل كيلاني، وقد كرم الملك فهد رحمه الله كامل كيلاني ـ برغم غيابه ـ حين كرم أدباء الأطفال على مستوى الوطن العربي.
وهناك العديد من دارسي أدب الطفل، تناولوا أدب الكيلاني بالدراسة في الجامعات السعودية، مثل: الأديب الدكتور أحمد زلط، الذي عمل فترة طويلة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
* هل من كلمة توجهها في نهاية هذا الحوار؟
ـ أدعو الدول العربية عموما ومصر بصفة خاصة إلى الاهتمام بأدب كامل كيلاني، وإقامة مراكز للدراسات مثلما فعلت إسرائيل؛ كي لا نفاجأ في يوم من الأيام وقد أعلنت إسرائيل أن كامل كيلاني كاتباً إسرائيليا! وعلى المتضرر أن يلجئ للقضاء الذي تجيد إسرائيل تزييفه بسهولة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق